من أهم ما يتجلى فيه الجمال ويحمل الثقافة الجمالية في ذاته الفن والأدب، وذلك ما يجعل رسالته جمالية، وتعمل على تحقيق غاياتها بالتسلح بقيم الجمال؛ عبارة، وصورة، وموقفا وحالا.
دراسات العلم النفسي الثقافي تساعدنا على فهم تأثير الثقافة على النفسية وسلوك الأفراد.
لا تقتصر العلاقة بين الثقافة والشخصية على كون الثقافة تؤثر في تكوين الشخصية فقط، بل تلعب الشخصية أيضًا دورًا أساسيًا في تشكيل الثقافة، وتطويرها، وإعادة تعريفها عبر الزمن.
وبذلك يظهر تغلغل ما هو ثقافي في كل المكونات المجتمعية، مما يعطي الكائن البشري وجودا حضاريا، يختلف به عن كل ما يشاركه الهواء على وجه البسيطة. وبمقدار تَمَلُّك الذات الإنسانية في طابعها الفردي، أو الجمعي لِمَا هو ثقافي بمقدار ما تحقق تميزها. الأمر الذي يجعل الثقافة ذات أبعاد أنطولوجية.
أهمية الثقافة في حياة الإنسان المعاصر أهمية الثقافة في حياة الإنسان اهمية الثقافة في المجتمع أهمية الثقافة في بناء شخصية الإنسان فوائد الثقافة اهداف الثقافة المراجع
إن الإشكالية التي يسعى البحث إلى مقاربتها تتمثل في تأثير التراث غير المادي للثقافة الجمالية في الجانب السلوكي للأفراد والجماعات، وموقع الأدب في ثنائية الجمالية والمقصدية.
وتشمل الثقافة مختلف جوانب الحياة مثل اللغة، والدين، والقوانين، والفنون، والأعراف الاجتماعية، وهي التي تحدد أنماط التفكير والسلوك داخل المجتمع.
وكذلك من الأمثلة التي تجعل الفرد ضمن دائرة تفكير وتأمل ومحاولة أن يقدم تفسيراً منطقياً لأسباب مشكلة أو نزاع فإنه يتبادر إلى الذهن على سبيل المثال بدايات حدوث التحول في تقييم السلع بأوراق نقدية ما جعلها تقف وراء وقوع الكثير من النزاعات التي نشهدها اليوم، ويعد هذا التحول أحد الأسباب التي تدفع بعض أفراد المجتمع إلى التجاوز على مبادئ ثقافية والقفز على حواجز وضعتها إدارة المنظومة لأجل تنظيم وضبط عملية التفاعل البشري من خلالها.
إذ الزمن كفيل بتربية الذوق، وتنمية السلوك، ولا معلم كالزمن، ولا مدرسة كالحياة، فقط على الإنسان الذي تكتنز في طويته روح الجمال أن يصغي جيدا لسنفونية الحياة، وهي تعزف من حوله. ويجعل نفسه تلميذا دائم التمدرس في فصولها نور الإمارات المختلفة، متنقلا في السنوات لا يرسب أبدا وإن تحصل على نتائج غير مرضية جدد العزم والمثابرة.
وَإِجْشَامِي عَلَى الْمَكْرُوهِ نَفْسِي وَضَرْبِي هَامَةَ الْبَطَلِ الْمُشِيحِ
وانطلاقاً من هذا المبدأ الثقافي الذي يشبه إلى درجة كبير حركة السيارات داخل مسارات من خطوط المتناسقة، وأيضاً مجموعة من قواعد السلامة الأمنية التي نجد أنفسنا ملتزمين بها تلقائياً من أنفسنا، بغية الوصول إلى الوجهة التي نقصدها، فإن الفرد هنا يكون مضطراً لاتباع سلسلة من الإجراءات داخل منظومة المجتمع الذي وجد نفسه جزءاً من أفراده وأحد المكونات الأساسية من ثقافته.
إن الدور الذي تلعبه المؤسسات الثقافية كفيل بأن يجعل منها مصانع لإنتاج الإنسان وجعله فاعلا في محيطه، من خلال مقومات أساسية للثقافة الجمالية: احترام الوقت، والهندام اللائق، والاستقبال الحسن، والابتسامة… وكل ذلك يلعب الفن والأدب دورا رئيسا في تشكيله لدى الطفل، وينمو معه في مسارات الحياة.
ولكن يبقى الاختلاف في التمسك بهذه القيمة، أو تلك، أو الانحراف عنها. وعليه يجب التوجه إلى مقياس يمكن العودة إليه في توجيه السلوك الفردي والجماعي نحو قيم الخير، والعدل، والصلاح. إذ به يمكن أن يرتقي الإنسان إلى كماله الإنساني ويبتعد عن السلوكات التي من شأنها الانتقاص من إنسانيته.
لا تقتصر العلاقة بين الثقافة والشخصية على تأثير الثقافة في تكوين الشخصية، بل تمتد إلى قدرة الشخصية على التأثير في الامارات الثقافة وتطويرها. فالأفراد ليسوا مجرد متلقين للقيم الثقافية، بل هم عوامل نشطة تساهم في تشكيل المجتمع، ونقل القيم، وإعادة تعريفها بطرق تتناسب مع التغيرات الزمنية والاجتماعية.